احداث عاصرتها (ذكريات محسن دزه يي) ج2
يذكر الأستاذ المناضل محسن دزه يى عن ذكرياته مع المناضل صالح اليوسفي عن فترة مفاوضات 1963: (( ليس من السهولة أن تكتب عن صديق قريب إليك زاملته لسنوات طويلة وشاركته السراء والضراء، أقول السراء ولو كان نصيب الكورد منه قليلاً، شاركت اليوسفي أيام الثورة الكردية الصعبة ولاقينا جميعاً الأمرين وذقنا طعم العوز والفاقه بسبب الظروف التي مرت بها الثورة، عرفت الرجل عن بعيد قبل سنة 1963 وسمعت عنه الكثير، سمعت عن نضاله وتفانيه في خدمة شعبه الكردي، وعرفته عن كثب سنة 1963 عندما كان ضمن الوفد الكوردي المفاوض إلى بغداد للحوار مع الحكومة العراقية الجديدة التي أستولت على الحكم بعد الإنقلاب الأسود في شباط / فبراير 1963، كنت في بغداد في أواخر شهر شباط/ فبراير من تلك السنة لمتابعة قضية شقيقي (الدكتور أنور) الذي ألقي القبض عليه بعد الأنقلاب ببضعة أيام مشتبهين به خلال بحثهم عن شخصٍ آخر في نفس المهنة، وبعد أسابيع أخلي سبيله بعد أن لاقى صنوف التعذيب وقد أطلق سراحه ضمن القائمة التي أعدها الحزب الديمقراطي الكوردستاني بأسماء المعتقلين الكورد من أعضاء ومؤيدي الحزب، إذ كانت العلاقة مع الأنقلابين تتسم بنوع من المودة في بادئ الأمر، ذهبنا أنا وشقيقي أنور بعد إطلاق سراحه في أوائل آذار/ مارس من تلك السنة لزيارة الوفد الكردي المفاوض الذي كان يحل في فندق سميراميس ببغداد، قابلنا في الفندق رئيس الوفد السيد جلال الطالباني ثم البعض من الأعضاء المتواجدين في الفندق في ذلك اليوم وكان الأستاذ صالح اليوسفي من جملة من تواجد هناك، بعد الإنتهاء من لقاء رئيس الوفد أجتمعنا بالسيد اليوسفي في إحدى الغرف المخصصة لذلك الغرض، كانت تلك المرة الأولى التي ألتقي باليوسفي وجهاً لوجه، وقضينا معه زهاء الساعة يسرد لنا خلالها تفاصيل المفاوضات مع البعث ومطاليب الكرد ومماطلات السلطة، وجدته إنساناً متواضعاً جداً، طيب القلب، بسيطاً في تصرفاته وملبسه، صريحاً، ومخلصاً لقضية شعبه ومؤمناً بعدالتها.
قراءة و تحميل كتاب تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام وذيله الجزء الثاني والخمسون PDF مجانا