نحنُ لا نولدُ بناتًا (أو صبيانًا) إنما يجعلون منّا هكذا.
بهذه الكلمات تبدأ "أورزولا شوي" كتابها التي تدرس به الطرق المختلفة التي يتبعها المجتمع في تربية البنات والصبيان وفي مراكمة الفروق الاصطناعية بين الجنسين.

وتجادل المؤلّفة أنّ كثيرًا من الصفات التي نعتبرها من خصائص أنثوية أصيلة كالعاطفة والاهتمام والأمومة هي خصائصُ مكتسبةٌ وليست فطرية.

تدرس "أورزولا شوي" المسألة بشكل علمي دقيق، وتتابع تنشئة الطفل منذ المرحلة الجنينية مرورًا بفترة الرضاعة وما قبل المدرسة ثمّ المدرسة، وأثر الأهل والتعليم وبرامج التلفزيون في حصولنا على النتيجة النهائية: 

الرجال رجال، والنساء نساء.

من الأمثلة التي تطرحها أنّ اللون الازرق الذي يعتبر اليوم لونًا ذكوريًّا، فيشتري الأهل ثيابًا وألعابًا زرقاء لأولادهم الصبيان، كان في الماضي القريب لونًا أنثويًّا لثياب البنات وألعابهنّ.

تناقش المؤلّفة النظرياتِ المختلفةَ في نشأة الفروقات بين الجنسين وتُجملُها في ثلاثة مدارس:

 1- المدرسة البيولوجية: وترى أنّ الفروقاتِ ذاتُ أصل طبيعي، ومنها فالفروقات بين الجنسين وتقسيم العمل ودونية المرأة هي نتائج طبيعية لهذه الفروقات البيولوجية.

2- المدرسة الاجتماعية مع الاعتراف بوجود فارق بيولوجي ضئيل. وترى أنّ هذا الفرق الضئيل سيبقى موجودًا ولكنّ النساء لسنَ جنسًا أدنى من الرجال بل جنسًا مغايرًا فقط.

3- المدرسة الاجتماعية الكلّية: ترفض القسمة البيولوجية للجنسين باستثناء الحمل والإنجاب، ويعيد كلّ الفروق بينهما إلى التنشئة الاجتماعية.

ولكن هل حقًّا لا توجد فروقات بين الرجال والنساء سوى الحمل والإنجاب؟

أَوَليس الحَمل والإنجاب بحدّ ذاتهما قادرين على تكوين فروقات عفوية نفسية وشعورية وجسدية بين الجنسين

وإذا كان المجتمع الأبوي والطبقي قد ساوى بين الرجولة والسيادة والاستقلالية وبين الأنوثة والتبعية والسلبية، فهل محاولة المرأة للتشبه بالرجل تجعل منها رجلًا آخرَ؟

اصل الفروق بين الجنسين

كتاب اصل الفروق بين الجنسين