في تجاعيد ذاكرة البنجوس، الجزء الثالث من لا وطن في الحنين، نقرأ:
”ساد بينهما صمت عميق، بدى خلاله حفيف أوراق الشجر، كخربشة قطة متوحشة، تسلخ لحاء الأشجار. وبدى فيه خرير الجدول، كنعيق مدوي لطائر البوم! استلقى البنجوس على بساط العشب الحائل اللون، واتكأت كيرا على ضلعه الأيسر.
تنهدت في عذوبة وهي تحلم به:
"آه يا شقيق دمي"
غردت طيور الدغل لحظتها، في صوت موحد، فهم بها:
"آه يا شقيقة دمي.."
كان (البنجوس) يدرك فداحة جرحه، وطيفها يخرج من جسده، ويتلاشى في فضاء المكان..
أنهد صوت البنجوس، وران الصمت على الغرفة الغارقة في الذكريات.. المشدوهة في الصمت والصدى والحنين.
انسحبت (راوية) من تجاعيد ذاكرته وتغضناتها المدهشة، تنضو تلافيفها.. تختلس أفكاره وتسترق أحاسيسه، ومشاعره الخبيئة الدافئة. رغم مرور السنوات الطوال، منذ آخر مرة رآها.
كانت الغيوم تتلبد، و(البرق العبادي) يشيل ويخت في الأفق، عندما رأى البنجوس نفسه، ممتطياً جواداً كميتاً. توغل في صهيل الكميت، وتوغله الصهيل، والكميت يشق بجسده الأملس، لجة البحيرَّة الوردية، ويغيب في أعماقها. يحاصره صوت عميق كالدوَّامة:
"ساو.. صولمنج.. صولمنج..“..
قراءة و تحميل كتاب الكنداكة .. ساورا مملكة الجبل .. الجزء الثاني PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب المخطوطة السرية لجلابي ود عربي .. الجزء الأول PDF مجانا