“لأني منكسر، معكوس الخاطر يا صاحبي فقد انتابني رثاء لذاتي، و رغبة فى نعي أحوالي. و فى مثل هذه اللحظات يتذكر الإنسان سعيه فى أوقات ضعفه، لم أكن تعبا بإرهاق يوم أو يومين، ليس بتأثير خيبة. لكن بما أحمله، بتراثي كله”
الادب-
كتب الغيطاني هذه الرواية على نمط (أدب الرسائل)، فارتقى بها إلى قمة الإبداع الإنساني في الفكرة والأسلوب، فمن حيث الأسلوب، تجلت براعته، في امتلاك ناصية الأسلوب العربي المشرق، فهي تكشف إلى أي مدى تشرب الفنان من التراث العربي، وعشق جماليات اللغة العربية، فعمل على صياغة تفرد بها من دون شك.
يوجه الراوي، رسالة إلى صديقه وأخيه الحميم، طالباً إليه، أن يصغي بصبر إلى شكواه، إذ يجد فيه الأمل في استيعاب ما يعتمل في صدره:
«فاحتملني يا أخي وإن أطلت، ولا تزرني إن أثقلت، ولا تنصرف إن فصلت، وبحق العشرة القديمة، تلمس لي العذر في شدة تهيامي...».
وخلاصة الفكرة، إن الراوي يحضر مؤتمراً في المعمار، بمدينة (بخارى) في آسيا قادماً من مصر في إفريقيا، ليلتقي بفتاة متخصصة في ترميم المباني القديمة، اسمها (فاليريا) وهو يعني (ليلي) في لغة لاوس.
لكن الرواية التي تبدو في ظاهرها، قصة حب من طرف واحد، تتخطى الحواجز على أمل اللقاء بعد السفر والفراق، هي في الواقع، دعوة إلى إيجاد صلة روحية «بترميم» العلاقات بين الشعوب، فكما أن تلك المباني باقية، تدل على تاريخ شامخ من العطاء الإنساني والتواصل الحضاري، فإن بالإمكان التواصل بترميم الصلة الروحية والإنسانية.
الادباء- ادبية متنوعة- دراسات ادبية-رسائل
قراءة و تحميل كتاب ديوان الاساطير الموت والبعث والحياة الابدية PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب فى عالم الرؤى مقالات مختارة لجبران خليل جبران PDF مجانا